إن ما قدمه سانتياغو برنابيو لنادي ريال مدريد وما يمثله بالنسبة للنادي يبلغ ابعادا كبيرة تدفع أحيانا الى الخلط بين شخص سانتياغو برنابيو وبين ريال مدريد. منح حياته كاملة لكرة القدم ونادي أحبابه، وقد مثّل كل شيء بالنسبة للنادي العريق فكان لاعبا، مدربا، مديرا ورئيسا. وكان أيضا مؤسس عظمة النادي الرياضية وشهرته الدولية والتراث الذي يتمتع به اليوم.

 
وكان برنابيو استُدعي، بفضل مهاراته الكروية، وهو لا يزال بعمر 14 عاما للعب في قسم الشباب في النادي ريال مدريد، ووصل بعد ثلاث أعوام فقط الى الفريق الأول حيث كان الكابتن. وقد تميز برنابيو بشخصيته المستقلة، بالصدق والتضحية وحبه لألوان ريال مدريد. وقد اعتزل اللعب في عام 1927 بعد 15 عاما كلاعب في صفوف الفريق، وانتقل ليشكل جزءا من المجلس الإداري للنادي لغاية 1935.
 
وكان برنابيو حصل على الاجازة في القانون وهو بعمر العشرين، واختير رئيسا للنادي في 1943. وقد أنشأ إدارات كان يتولى كل شخص فيها مهام مجال معين، وشكل الهيئات الفنية والدعم المؤسساتي لرابطات المشجعين. وعزز أقساما جديدة في النادي (كرة اليد، كرة السلة، كرة المضرب. الخ)، وبنى ملعب تشامارتين الجديد والمدينة الرياضية. وعقد صفقات مع أفضل اللاعبين من بينهم ألفريدو دي ستيفانو Alfredo Di Stéfano ، وكان من المبادرين والمنشئين لكأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا حاليا).
 
وقد صادقت الجمعية العامة لريال مدريد في عام 1955 على تغيير اسم ملعب تشامارتين الجديد الى 'سانتياغو برنابيو' تكريما له. وكانت إدارته فريدة من نوعها في أوروبا، وكان الرئيس الذي دفع بريال مدريد الى أعلى المراتب. وأحرز ستة ألقابا في كأس أوروبا، وكأس الانتركونتيننتال، وكأس العالم المصغرة، والدوري وكأس اسبانيا من بين ألقاب أخرى. وجاءت خمسة من الألقاب الأوروبي المحرزة في عهده بشكل متتالي، وهو الامر الذي جعل اللقب ملكا للنادي. ويحتفل نادي ريال مدريد سنويا بذاكره بإقامة كأس سانتياغو برنابيو.